الجامعة هي المرحلة التالية للمرحلة الثانوية ، فعندما ينهي الطلاب دراستهم الثانوية تتضارب في أذهانهم أفكار عدة عن ماهية التخصص والميول التي يريدونها ، إلى أن يصلوا في نهاية المطاف الى القرار الحاسم واختيار التخصص؛ الذي يناسبهم ،وإكمال مشوار الجامعة المليء بالأحداث التي لا تنتهي والتي سيتعلمون منها الكثير والكثير .
وبالنسبة لي منذ سنتين تقريباً أنهيت دراسة الثانوية ،كنت مفعمة بحماس كبير لخوض التجربة الجديدة (الجامعة) ؛ لكن عندما دخلت أصبتُ بخيبة أمل ،أو فلنقل صدمة البدايات، فالجامعة عالم آخر وبحر واسع كلما شربت منه ؛ زدت تعطشا ، كمٌ هائلٌ من المعلومات وتجارب جديدة، ومد وجزر وعواصف هوجاء من اختبارات و مشاريع ، كادت إرادتي تضعف ؛ لتصل للحد الذي أردت فيه التوقف ؛ لذا كان لابد من مطر يأتي بعد العاصفة ؛ لتنبت أزهار الأمل من جديد ذاك المطر كان متمثلاً في الرسائل التي عثرت عليها من نشاط (زاجل السعادة)، يا لها من فكرة مبتكرة ! ،كتبنا فيها رسائل ،وحصلنا على أخرى فلا شيء أجمل من أن تجد رسالة من عابر تصف شعورك وكأنها تربت على كتفك ألا تتوقف يمكنك أن تكمل.
ولن أنسى ذلك اليوم الذي ذهلتُ فيه حين رأيت حجم الإبداع وقوة إيصال الفكرة في النشاط الذي قامت به طالبات التمريض حين تحدثن عن بعض الأمراض النفسية، (الاكتئاب ، الوسواس القهري ،الانفصام ...الخ) بصورة خارجة عن نطاق المعهود، للحظة تهيئ لي ،وهن يقدمن المشاهد التمثيلية ، أنهن حقا مريضات، من هنا خرجنا بضرورة تعريف المجتمع وتثقيفه بالأمراض النفسية ،وأنها كباقي أمراض الجسد لابد من علاجها وزيارة الطبيب للاستشفاء منها ؛ لا الخجل منها.
ويبقى الشعور الأجمل حين يكون المرء جزءا من هذا النشاط ، فعندما شاركت لأول مره في تفعيل اليوم العالمي لمرض السرطان ، كانت تجربة مميزة ، أدركت فيها لماذا تحرص جامعتنا على حث الطالبات للمشاركة في مختلف الأنشطة التي تبرز مواهبنا ، وتكسبنا مهارة التعامل مع الشخصيات والمواقف مختلفة .
فأنصح الجميع بالمبادرة والمشاركة في هذه الأنشطة التي تثري شخصيتك وتساعدك على التفوق والتحصيل الدراسي ،فرحلة بقائك في الجامعة محددة ، حاولي أن تستفيدي منها .
وختاما أقول : كوني عضوا فعالا في هذه الرحلة ، كوني أنت القبطان لهذه الرحلة ،وليس مجرد مسافر ينتظر متى تنتهي رحلته وحسب ، وتذكري البحر الهادئ لا يصنع ملاحاً ماهراً.